وإرشادهم في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية والصحية والبيئية، مع إسهامها في التربية على المواطنة..". هكذا تقدم هذه الجمعية الفتية نفسها، لأنها بالفعل تحمل هم الشباب والتنشئة وتسعى إلى تكوينهم رياضيا على اعتبار أن الرياضة هي محفز للحياة وتنمية المدارك ومنبع نشاط دائم لجسم الإنسان، مساهمة منها في نشر ثقافة" العقل السليم في الجسم السليم". " لكن هذا لا يمنعنا من الانفتاح على جميع المجالات التي تهم الشباب والمجتمع ككل، مثل البيئة والثقافة وكل ما يمكن أن نعتبره منفعة عامة" يقول محمد حيدة، رئيس الجمعية.
نعيمة لمسفر
تأسست جمعية الهدف سنة 2005، غير أنها كانت تباشر أنشطتها منذ سنة 2003، وأهم ما ميز نشاطها حتى الآن هو توفرها على نادي لكرة القدم المصغرة، الذي حقق نتائج جد إيجابية، إذ فاز فريق الصداقة كبار، ببطولة عصبة الشاوية للمرة الثالثة ليؤكد بذلك على سيطرته في هذه الرياضة الشيء الذي ضمن له المشاركة في بطولة المغرب، التي فاز بها مرتين على التوالي بأكادير والرباط.
الروح الرياضية فوق كل اعتبار
هذا التحفيز وحب أعضاء الجمعية لهذه الرياضة، دفع بها إلى إنشاء مدرسة في كرة القدم المصغرة، استهدفت الأطفال والشباب وباشرت تنظيم دوريات بين المدارس والإعداديات أشرفت عليها جريدة الصباح لتنشيط الفضاء الرياضي المحلي. لكن هدف الجمعية في الرقي بهذه المدرسة من نادي هاوي إلى محترف، اعترضه مشكل عدم توفرها على ملعب للقيام بالحصص التدريبية للفرق. وهذا ما يحز في نفس محمد حيدة، الذي قال بهذا الخصوص:" إننا نمثل اليوم عصبة الدار البيضاء الكبرى في كرة القدم المصغرة، ونعتبر ناديا استطاع أن يفرض مكانته في هذه الرياضة الشعبية بامتياز. لقد كانت لنا مشاركة جد متميزة، خلال شهر رمضان الماضي، في دوري كرة القدم المصغرة الذي نظمته جمعية اللاعبين المغاربة المحترفين والدوليين لفائدة شبان مقاطعات الدار البيضاء الكبرى، لكن من المؤسف أن نفتقر إلى ملعب حتى الآن، خاصة وأن موعد انطلاق الدوري يقترب، ومع ذلك، لم نستطع إعادة تشكيل الفرق سواء الصغار أو الكبار بسبب ذلك" يوضح حيدة مبرزا أن اختيار فريق الجمعية للعب مباراة رفع الستار في المقابلة النهائية للبطولة الدولية لكرة القدم الشاطئية، التي عرفت مشاركة خيرة الفرق من البرازيل والبرتغال وإسبانيا، هو اعتراف بمكانة هذا الفريق ونجاحه. بالإضافة لمشاركة نادي الجمعية في الدوري المفتوح الأول والثاني في كرة القدم المصغرة، التي نظمته قناة الرياضية. هذه الروح الرياضية العالية ترافقها إرادة في التكوين النظري، فكانت أن قدمت الجمعية عددا من الدروس النظرية لفائدة فريقها أشرف عليها اللاعب المحترف سابقا وصديق الجمعية، مصطفى الحداوي" الذي قدم خدمة جليلة لمنخرطي فريق الصداقة بعرضه لمستجدات هذه الكرة ولقوانينها ، وتحدث عن تجربته كلاعب استفاد الكثير من التداريب والمقابلات" يقول حيدة. هذا النجاح كرس دور الجمعية في تعزيز التنمية المحلية، وتغيير استراتيجيتها لتنفتح على ميادين رياضية أخرى مثل فنون الحرب، وكذا كرة الطاولة والشطرنج.
الحس الوطني والمنفعة العامة
وإذا كانت الرياضة، بصفة عامة، وكرة القدم المصغرة بصفة خاصة، هي الحافز الرئيسي لنشاط الجمعية، فإن مجالات أخرى تبدع فيها وتحاول تحقيق برنامجها المخصص لها بما أتيح لها من وسائل وإمكانيات على قلتها. ففي المجال الثقافي، دأبت الجمعية على تنظيم أمسيات تربوية وثقافية تمثلت في عدد من الأنشطة. فمثلا تحتفل الجمعية بالمناسبات الدينية، مثل عاشوراء وذكرى المولد النبوي الشريف، التي تكون مناسبة لها لتوزيع هدايا، وتقوم فيها بتنظيم لقاءات تحسيسية حول ما ينبغي تجنبه من عادات سيئة أو الخطر الذي تتسبب فيه بعض الألعاب... كما تنظم زيارات لمعارض الكتاب مساهمة منها في تكريس البعد الثقافي وتشجيع القراءة لدى الطفل، وندوات حول مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والعامة.
ويحظى موضوع البيئة باهتمام جدي لدى الجمعية، بحيث تقوم بحملات تحسيسية وتوعوية كلما اقتضى الأمر ذلك، مبرزة دور النظافة في المحافظة على البيئة، وهكذا تعتمد على أوراش تطوعية تستهدف السكان بالأساس، وتهم توزيع الأكياس البلاستيكية لجمع النفايات المنزلية، وخاصة في مناسبات كعيد الأضحى، وعمليات التشجير و رسم الجذاريات ...
ولا تنسى الجمعية المتفوقين دراسيا الذين توزع عليهم جوائز تكريما لمجهوداتهم وتشجيعا لهم على الاستمرارية في الاجتهاد، إذ كرمت حوالي 119 متفوقا خلال الموسم الدراسي 2005/2006. بالمقابل، تساهم الجمعية في تعزيز قدرات الأطفال والشباب عبر تقديم دروس الدعم والتقوية ودروس الاستئناس في الإعلاميات..
توجيه ومساعدة المحتاجين في الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية، المساهمة في التربية على ثقافة المواطنة وحب الوطن، تنمية المواهب ونشر الحس الإبداعي والفني بين أبناء المنطقة... كلها انشغالات تدخل في صميم إستراتيجية الجمعية و تخصص لها حيزا كبيرا في برامجها، لنجد أنها لا تتوانى في تنظيم خرجات ترفيهية، ورحلات للعديد من المناطق لفائدة سكان المنطقة، والمشاركة في التظاهرات الوطنية حول قضية معينة مثل مساندة المواطنين المغربيين المحتجزين بالعراق، التي أقيمت بالدار البيضاء، بالإضافة إلى المشاركة في المسيرة الوطنية الاحتجاجية على الرسوم الكاريكاتورية التي أقيمت بالرباط، أو للتنديد بالإرهاب بتخليد ذكرى 16 ماي الأليمة، وتحسيس الشباب بخطورة الفكر التطرفي.
وتعتبر جمعية الهدف والصداقة، عضوا في اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وحظيت بشرف المشاركة في الملتقى الأول للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمشاركة في حفل توقيع اتفاقيات الشراكة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أمام جلالة الملك محمد السادس الذي نظم في يوليوز 2006 بالدار البيضاء.
طموحات الجمعية كبيرة، وأعدت لتحقيقها إستراتيجية تكوين فروع تتخصص في الاهتمام بموضوع معين، وهي ترتكز على أربعة مواضيع أساسية لنجاح مهمة الجمعية وهي: فرع لكرة القدم المصغرة، الذي يحمل هم الحصول على ملعب يستطيع فيه فريق الجمعية فرض وجوده بين النوادي الأخرى، وفرع الفنون الحربية كثقافة تعلم الصبر والتحكم في الذات والاستقلالية، وفرع منتدى الشباب الذي يعهد إليه بالتخطيط للإستراتيجية الفردية، أي مساعدة الشباب على تكوين شخصية مستقلة، وفتح فضاء موسع لمناقشة مختلف الأفكار والمقترحات، وفرع المطالعة والدعم التربوي، الذي يتكلف بدروس التقوية وبتنظيم معارض محلية للكتاب والمساهمة في توزيعه على الأطفال تشجيعا لهم على القراءة. |