Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tafraout, au coeur de l'Anti-atlas
Tafraout, au coeur de l'Anti-atlas
  • Azul à toutes et à tous! Bienvenue dans mon blog Tafraout qui vous permet de découvrir notre ville Tafraout et ses régions et notre Culture et traditions Tamazight. E-mail: idianne.asso.ma@gmail.com
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Derniers commentaires
27 septembre 2007

التقاليد تعتبر عمل الرجل في البيت يحط من قيمته

مغربيات يرحبن بمساعدة أزواجهن في الأعمال المنزلية

تفيد عدة معطيات بتخلي الأسر المغربية عن معتقدات وتقاليد تتعلق بالأعمال المنوطة بالرجل والمرأة في الحياة، وتغييرها للتربية التي يجب توفيرها للأبناء، وذلك بالتعامل مع الطفل والطفلة على أساس المساواة بينهما

شاب يحضر وجبة في المطبخ

وعدم التمييز في الواجبات التي ينتظر منهما أداؤها داخل البيت، لأن التطورات التي عرفتها المجتمعات الحالية فرضت أنواعا من التضامن والتعاون بين الزوج والزوجة داخل وخارج المنزل، لكن المعطيات التي توفرت لـ »المغربية« حول الموضوع أبرزت أن بعض الأسر مازالت متشبثة برفض مساعدة الرجل للمرأة في إنجاز أعمال المنزل، واعتبرته ينقص من رجولته، ويحط من قيمته داخل أسرته، بل وهناك شهادات تبين فيها عدة نساء أن عمل الرجل داخل البيت يزعجهن، بل ينقص من حرية التصرف في مملكتهن الصغيرة، لأنهن خلقن ليعملن داخل البيت بينما يعمل الرجل خارجه.

في دردشة لـ 'المغربية' مع بعض ربات البيوت، تبين أن هناك من رحبت بمساعدة الرجل في البيت، واعتبرته أمرا عاديا يتماشى مع ظروف الحياة التي أصبحت تعيشها الأسر المغربية، خاصة التي تغيب فيها المرأة عن بيتها طوال اليوم، كما رأت أنه يكمل التعاون الذي تقدمه بعملها خارج البيت، في حين توجد بعض النساء اللواتي يقتنعن بفكرة عمل الرجل داخل البيت ينقص من أهمية الدور الذي يقمن بإنجازه بكونهن ربات البيوت ويعتبرن عمل الرجل تدخل في شؤون بيوتهن

قالت ربيعة الدكالية كما ينادونها في الحي المحمدي بالدار البيضاء، لـ 'المغربية' 'كنت أسخر من الرجل الذي ينحني أثناء تنظيفه للأرض، وأحتقر الذي يحضر الخبز داخل المطبخ، كما أنعته بضعيف الشخصية، وكان ذلك هو الاعتقاد الذي ترسخ في ذهني منذ نعومة أظافري، غير أن الأمر تغير عندما أصبت بمرض مزمن لا أقوى فيه على الحركة'
تنحدر ربيعة من أسرة محافظة تنتمي إلى خميس الزمامرة بمنظقة دكالة
وكان والديها يحرصان على ضرورة التمييز بين الطفلة والطفل، وكان لهذا الأخير مكانة مهمة داخل الأسرة، بصفته الرجل الذي سيعتمد عليه مستقبلا لذلك كان البنت توجه لمساعدة أمها بينما يساعد الابن أباه خارج المنزل.

ونقلت الدكالية نفس التربية لأبنائها، غير أنه لسوء حظها أنجبت أربعة أطفال ولم تنجب طفلة تساعدها على تدبير شؤون المنزل، وقالت 'لم أعلم أبنائي كيف يرتبون ملابسهم في خزانتهم، ولم أهتم في يوم من الأيام بضرورة مساعدتهم لي في تحضير المائدة أو جمع الأواني وحملها للمطبخ، لأني كنت أتمتع بصحة جيدة، كما كنت أظن أن لا أحد يستطيع مساعدتي وإنجاز كل ما أطلبه بالشكل الذي أريده، كما كنت أغضب من زوجي حينما أراه يغير منظرا في منزلي'

وتنهدت ربيعة، التي تجاوزت سن الأربعين، مضيفة 'وتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، كنت أحسب أني سأستطيع أن أقدم خدماتي حتى يكبر أبنائي، غير أن المرض حال دون ذلك، أصبت بفقدان الكالسيوم من جسمي، مما أدى إلى عجز في حركات يدي ورجلي، ولم أعد أقوى على بذل أي مجهود، بل وكنت أطمع في صغاري لكي أغتسل أحيانا وأغير ملابسي، وكنت أبكي لأني أصبحت أعتمد عليهم في كل أمور البيت في الوقت الذي مازلوا فيه محتاجين لرعايتي'

حاولت ربيعة الاعتماد على مساعدة الخادمات، وتبين لها أنهن لا ينجزن الأعمال المطلوبة منهن بدون تدخل من ربات البيوت، فوفرت ذلك العناء عن نفسها، وأصبحت توجه أبناءها للمطبخ، وتعلمهم كيف يحضرون وجبة الإفطار، كما وزعت الأدوار في ما بينهم، فمنهم من يغسل الأواني، ومن ينظف المنزل، ومن يقوم بغسل الملابس وأما زوجها فيحضر بعض الوجبات الخفيفة

واقتنعت أسرة ربيعة المحافظة أنه لتعزيز روح التضامن والتعاون ببن جميع أفراد الأسرة يجب تربية الأطفال على الاعتماد على أنفسهم في كل الأمور، ومساعدة الأب والأم على السواء، حتي يتسنى لهم إنجاز بعض الواجبات المنوطة بالوالدين في حالة مرضهم أو غيابهم

وأكدت التجارب لهذه الأسرة أن تعلم الفتى أعمال البيت لا ينقص من رجولته حين يكبر حسب أقوال ربيعة، التي أشارت إلى أن ابنها الأكبر هاجر إلى فرنسا من أجل متابعة دراسته، وهناك كانت يعتمد على نفسه في تحضير بعض الأكلات المغربية مع زملائه المغاربة

وتؤكد بعض نساء يعملن خارج البيت على ضرورة مساعدة الزوج للزوجة داخل البيت، كما ترى أنه باستطاعة ربة البيت بمهارتها وذكائها أن تجعل من زوجها مسؤولا هو وأبنائه في تحمل المسؤليات، بنوع من المرح وحب العمل، وتقول رحمة في تصريح لـ 'المغربية' إن 'عملي طوال اليوم خارج البيت يعيق قيامي بجميع الواجبات المنزلية، فأستعين بأبنائي وزوجي في إنجاز بعض الأعمال'

ابتسمت رحمة واستطردت قائلة 'كنت أسخر من إخوتي عندما كانوا يساعدون والدتي في غسل الأغطية، وكنت أضحك من منظرهم وهم يساعدون أمي بحمل الأفرشة الثقيلة من مكان لآخر من أجل تغيير منظر البيت، والآن فهمت أن والدتي كانت لا تقوى على بذل مجهود يفوق طاقتها، وكان إخوتي ينوبون عنها في ذلك'

وتشير رحمة إلى أن والدتها كانت تنصحها دائما بعدم التميز بين أبنائها في تربيتهم، وأن تتخلى عن الأفكار 'القديمة' التي توجه الطفلة للمطبخ بينما يظل الطفل يلعب كرة القدم مع رفاقه في الحي، وتجبر الفتاة على تلبية رغباته عند عودته للمنزل، وقالت إن هناك فرقا في التربية بين 'الأم التي تشجع على المساواة وبين الأم التي تغرس أفكارا غير صالحة لهذا العصر، بل وتعلم أنه إذا غسل الفتى الأواني أو رتب الملابس، فذلك سينقص من شأنه بين رفاقه'

وبدورها ترى سعيدة، ممرضة، أن المساعدة والتعاون بين الأزواج في البيت دليل على الاحترام المتبادل والتقدير ومراعاة ظروف الآخر، قائلة »إن زوجي يساعدني في المطبخ، بل وينوب عني في رعاية الأطفال عندما يأتي دوري لأقضي ليلة الحراسة في المستشفى، رغم أن حماتي تغضب من ذلك، وتعتبرني أستعبد ابنها، ولا تعلم أن العهد التي عاشته مضى وولى، وجاء عهد التعاون والتآزر'

وأشارت سعيدة إلى أن عائلة زوجها تنعت هذا الأخير بضعيف الشخصية، وأن والدته تتهمها باستعمال »السحر والشعوذة من أجل السيطرة عليه«، إذ تجعل منه 'خادمة' بيت يغسل ويكنس ويكوي ويرتب الملابس، ويهيئ رضاعة الحليب للأولاد، وذلك عيب وعار لأنه يحط من قيمته كرجل

وأكدت الممرضة أنها تربي أبناءها على روح المساواة ولا تميز بينهم في إنجاز بعض الأعمال داخل البيت لأنه 'من شب على شي شاب عليه'

ورفضت السعدية رفضا باتا إنجاز زوجها عملا يخص المرأة قائلة 'خلق الله الرجل والمرأة وأعطى كلا منهما استعداده الخلقي ليقوم بعمله اللائق به لأن المجتمع الإنساني بحاجة إلى عمل الجنسين كل في مجاله، فالرجل يعمل خارج البيت والمرأة تعمل داخله' مشيرة إلى أن زوجها يقلقها بالتدخل في كل الأمور، فهو على دراية بفن الطبخ، ويعرف مقدار التوابل التي تستعمل في كل الأطباق، ولا يمكنها أن تنسى أو تفقد توازن المذاق في إحدى وجباته المفضلة

قالت السعدية 'عندما يعود زوجي من عمله يقول لي إنه يشم رائحة غير طيبة، لأن النوافذ مقفلة، فالهواء النقي مفقود في البيت، إضافة إلى أن الأرض متسخة، ويأمرني بتحضير مستلزمات النظافة بينما يدخل إلى غرفته ليغير ملابسه'
وأكدت أنه لا يحس بالتعب لأنه مباشرة بعد قدومه من العمل يبدأ في أشغال المنزل، لأنه يجد في ذلك راحته، وأعيد تنظيف البيت لأنه أحيانا يكون على حق، غير أنني أفقد صوابي عندما يدخل إلى المطبخ ليحضر طبق السمك الذي يحبه، فيغير معالم مطبخي، باستعماله لكثرة الأواني
وتشاطر خديجة، معلمة فكرة السعدية قائلة : 'يقضي زوجي عطلته الأسبوعية في الطبخ، فلا أستطيع بدوري تحضير ما أشتهيه في نهاية الأسبوع، ومعرفته الدقيقة للطبخ يجعله ينقد كل ما أحضره، وينعتني أنني لا أجيد فن الطبخ مثله'
أما عزيزة، الخياطة، فترى أن زوجها يتدخل في ما لا يعنيه وأن شؤون البيت من اختصاص الزوجة، ولا يمكن أن يبدي ملاحظاته في ترتيب البيت، وتغيير زينته، وتقلول إن ديكور البيت من اختصاصي، وتغييره لكل ما أزين به بيتي يزعجني، بل وقد أدخل معه أحيانا في مشاداة كلامية تنتهي بخصام'

وتعترف زبيدة، تاجرة، أنها لا تعارض مساعدة زوجها لها، غير أنها ترفض تدخله في أمورها، قائلة 'إن المساعدة ضرورية، غير أن وجوده في المطبخ باستمرار ومراقبته لي يقلقني جدا، لأن كثرة الملاحظات تربكني في عملي'

ونفس الفكرة عبرت عنها حفيظة التي ضاقت بها الحياة مع زوج ينتقد طريقة تحضيرها لبعض الوجبات، بل وحدث مرة أن عادت للمنزل من سفرها لتجده غير 'ديكور البيت' كما أعاد ترتيب الأواني في المطبخ قائلة 'كنت عندما أبحث عن بعض الأواني الخاصة أتصل به ليخبرني عن مكانها، وغضبت منه عندما أكد لي أن بعض الأواني كانت زائدة في المطبخ فتصدق بها'

خديجة بن اشو | المغربية  27/09/2007

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité