سكان ببوادي تيزنيت يعانون من العطش ويهددون بالنزوح إلى الحواضر

يهدد بعض سكان دواوير بإقليم تيزنيت المتضررة من الجفاف وقلة الموارد المائية بالنزوح إلى المجال الحضري لمركز الإقليم وإقامة خيام كلاجئين، وذلك في حالة تأخر التدابير العملية والاجراءات الفعلية الحقيقة للتخفيف من آثار هذه الكارثة التي يمكن أن تكون لها انعكاسات وخيمة

وتعرف الدواوير خصاصا مهولا في الماء الشروب، مما دفع المسؤولين إلى اعتبار الجماعات القروية التابعة للإقليم بادية منكوبة استنادا إلى تقارير العديد من المصالح التي لها صلة بالقطاع المائي بالإقليم

<>

وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتخفيف من آثار الجفاف فإن وعورة المسالك الطرقية تحول دون وصول الشاحنات الصهريجية إلى المناطق المنكوبة كدواوير أيت باعمران ''دوار تاكانت ن تانكرفا'' ودوار ''تدرارت إكرامن''، مما يدفع بسكان العديد من الدواوير إلى قطع مسافات طويلة للحصول على الماء الشروب وخير مثال على ذلك سكان دوار''تافراوت ن كابون'' المجبرين على قطع مسافة 42 كلم من أجل غسل الملابس، بينما يشرب سكان آخرون بدواوير جماعة بونعمان المياه الراكدة، كما يعاني 12 دوارا من قبيلة ''إغير ملولن'' بجماعة أولاد جرار من قلة مياه الشرب التي تشرف إحدى الجمعيات التنموية على تسييرها.


وأكد مصدر مطلع لـ ''التجديد'' على أن دواوير (أمتضي، إدبها، الدهايرة، الحفاير، إدعلي، إدبوعبان تكيوط، سيدي عبلا، بلحاج، إداوسملال، إسيل، إفغل) لم تعد تتوصل بالماء الشروب من البئر بسبب الأعطاب المتكررة التي أصابت المحركين الرئيسي والثانوي الخاصين بجلب الماء من البئر، وذلك منذ 9 أبريل الماضي.


إلى ذلك طالبت جمعية ''إفرض للتنمية والتعاون'' بجماعة تيوغزة بأيت باعمران بضرورة إجراء ثقب استكشافي للتنقيب عن الماء الشروب قبل مجيء الصيف تحسبا لأي طارئ خاصة بعد نفاذ مخزون الضفائر وعدم استفادة المنطقة من شبكة الربط بالماء الصالح للشرب، أما سكان دوار ''إدعبو'' ودوار''أكادير إبابان'' بمنطقة الأخصاص فقد جاء في شكايتهم:'' أن المجلس البلدي للأخصاص اتخذ قرارا بمنع صهاريج المياه من تزويد دواوير المنطقة بالماء الشروب في وقت قلت فيه المياه وجفت الآبار، مع العلم أن الجماعة لا تتوفر على صهاريج خاصة بها''، وقد طالب السكان السلطات الإقليمية بالتدخل الفوري لإجبار المجلس عن العدول على قراره الذي يأتي في وقت أجمع فيه الجميع على أن دواوير الجماعات القروية التابعة للإقليم منكوبة بسبب نذرة المياه.


وطالبت الساكنة بدوار ''إدعبلا'' بجماعة وجان بتأمين الموارد المائية لها ولماشيتها بعد نضوبها بئر متواجد بواد ''تالبرجت'' على عمق 35 متر، كما يعاني سكان دواوير ''العيون أوفلا'' من المشكل ذاته وبنفس الجماعة.


ومن جانب آخر أوضحت المصالح التقنية بعمالة تيزنيت لـ ''التجديد'' في اتصال مباشر معها، بأن ''احتياجات الإقليم الضرورية من الشاحنات المصهرجة تبلغ 15 شاحنة، بهدف التغلب على النقص الحاصل في نقل الماء الشروب إلى المناطق التي تعاني خصاصا دون أن يبين المصدر ذاته عن كيفية تزويد المناطق ذات المسالك الوعرة والتي لا تتمكن الشاحنات المصهرجة من الوصول إليها. ويصل عدد الشاحنات العاملة حاليا بالإقليم ـ حسب المصدر ذاته ـ إلى 32 شاحنة وضعت رهن الاشارة من قبل المجلس الإقليمي ومديريتي الفلاحة والتجهيز للتغلب على المشكل المطروح.


وارتباطا بالموضوع ذاته اعتبرت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بتيزنيت في بيان لها أن بادية الإقليم بادية منكوبة، بسبب شح الماء الشروب للساكنة القروية وأنعامها، كما أثير الموضوع في البرلمان بكونه مشكلا حقيقيا وجب الالتفات إليه بشكل جدي وبدون مماطلة من قبل جميع الأجهزة والمصالح المختلفة. وتنتظر الساكنة من القطاعات الحكومية المعنية وطنيا وإقليميا إلى ''تحمل مسؤولياتها وتخصيص الإقليم بميزانية استثنائية، وتدابير وإجراءات فاعلة، لصيانة حاجيات الساكنة القروية من هذه المادة الحيوية قبل حلول أزمة حقيقية مضاعفة بداية الصيف القادم''.

المراسل

17/5/2007