Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tafraout, au coeur de l'Anti-atlas
Tafraout, au coeur de l'Anti-atlas
  • Azul à toutes et à tous! Bienvenue dans mon blog Tafraout qui vous permet de découvrir notre ville Tafraout et ses régions et notre Culture et traditions Tamazight. E-mail: idianne.asso.ma@gmail.com
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Derniers commentaires
20 août 2008

العطش يجتاح أيت باعمران

seche

عبد الله بوشطارت:

أصبح الهاجس الأكبر الذي يو رق بال سكان  جميع دواوير  ومدا شر والجماعات القروية   التي تنتشر في منطقة ايت باعمران هو الحصول على قطرة ماء صالحة للشرب تشفيهم  من شدة العطش في ظل حرارة شمس صيف قائض. فشبح العطش أصبح يخيم على الجميع يناقش في كل مكان و يقتحم كل الفضاءات، بل أصبح واقعا يهدد المنطقة بأكملها.

ويعد هذا النقص في المياه من بين أكبر المشاكل التي تعاني منها المنطقة و الساكنة على حد سواء بشكل يومي منذ عقود، فبسببها ارتفعت نسبة الهجرة القروية من المنطقة في اتجاه المدن المجاورة، وجعل السكان يعيشون في أزمات مختلفة و في ظروف صعبة، فأسباب ذلك تعود إلى محدودية مصادر المياه في المنطقة التي لا تتعدى المطامر التي تدخر مياه المطر، و الآبار التي تشكو من غياب فرشة مائية  قوية تزودها بما يكفي من المياه مما يجعلها موسمية حيث تقل فيها نسبة المياه أو تنعدم خاصة في فصل الصيف، وذلك ما يجعل السكان يلتجئون إلى آبار بعيدة جدا عن موطن سكنهم.

أما فيما يخص الجماعات القروية فبالرغم من أنها تعد تجمعات سكانية مهمة  والتي من المفروض أن تحتوي على بنيات تحتية قوية،  فإنها لا تتوفر على  شبكة للمياه الصالحة للشرب، فأغلبها تضم العديد من المرافق الإدارية و التعليمية المهمة (من جماعات و مدارس و ثانويات ... ) تستقبل أعدادا وافرة من التلاميذ في غياب تام للماء، فمثلا في مركز "تيوغزة" و" مستي" و" اصبويا"، مازال السكان يسقون الماء من الآبار التي تقع وسط هذه المراكز الشبه حضرية أو في هوامشها.

فأزمة الماء ليست و ليدة الفترة الراهنة التي تعرف توالي سنوات الجفاف، وإنما هي أزمة دائمة استمرت منذ عقود، و تزداد خطورة في ظل  التزايد الديموغرافي و نضب المياه في المنطقة. إلا أن المشكل الأساسي الذي لم يعد السكان في منطقة ايت باعمران  تحمله و فهمه، يتمثل في تقاعس الجهات المسئولة على المستوى الإقليمي و الجهوي و المركزي في حل هذه الأزمة أو على الأقل خلق مبادرات للحد و التخفيف من خطورة الوضع، وتجاهلت نفس الجهات المعنية كل ملتمسات وصرخات السكان، وتركوهم يكابدون "وباء" العطش في عزلة حادة و بإمكانيات محدودة جدا، مما جعل أغلب  دواوير و مداشر المنطقة منكوبة تنخرها الهجرة و كل الآفات الاجتماعية الأخرى.

وللإشارة فإن الجهات المسئولة تدري جيدا مدى تفاقم أزمة المياه في المنطقة إلا أنها و حسب ما يتضح في العديد من المناسبات لا ترغب في التعامل بجدية مع هذا المشكل، بالرغم من وجود إمكانيات لجلب المياه من المناطق الحضرية القريبة، إلا أن استخفاف المسئولين بهموم السكان و' فقراء القرى و البوادي يحول دون ذلك.

إن خطر العطش لا يهدد الإنسان فحسب، وإنما يهدد كذلك الماشية التي تعتبر المصدر الأساسي للعيش بالنسبة لأغلب سكان ايت باعمران، لذلك فمشكل ندرة و انعدام المياه في منطقة ايت باعمران يدفع المنطقة إلى العيش في ظل كارثة اجتماعية و إنسانية خطيرة.

هكذا و يخشى سكان و أهالي ايت باعمران أن لا يكون الصمت المطبق و التجاهل غير المبرر من قبل الجهات المسئولة على تدبير الشأن المحلي بالمنطقة و تقاعسها في حل هذه الأزمة، نوعا من العقاب الجماعي ذات طابع انتقامي من ايت باعمران بسبب الانتفاضات التي قادوها مؤخرا في مدينة ايفني.

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité