Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tafraout, au coeur de l'Anti-atlas
Tafraout, au coeur de l'Anti-atlas
  • Azul à toutes et à tous! Bienvenue dans mon blog Tafraout qui vous permet de découvrir notre ville Tafraout et ses régions et notre Culture et traditions Tamazight. E-mail: idianne.asso.ma@gmail.com
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Derniers commentaires
9 juin 2007

مسار القضية الأمازيغية الوطنية : بين التعريب و التمزغ

بقلم: عبد الحق المريني

لقد أحدثت هجرة القبائل العربية الى بلدان المغرب الكبير - بعد عملية الفتح - مثل قبائل بني هلال وبني سليم« تعريب »المغاربيين« عن طريق »المخالطة والمصاهرة والمعايشة المشتركة في الحياة« العامة، وتوحيد عقيدتهم الدينية كما ورد عند ابن خلدون، وغيره مما هو معروف. وهي قبائل خرجت من الحجاز ونجد، وانضمت لجيش القرامطة الذين غزوا الشام، ثم أنزلهم العبيديون الى صعيد مصر. ومنه اتجهوا الى المغرب. وقد انضمت الى جموع »الفتوحات« أو »الغزو العربي - الإسلامي« كما يسميه الأمازيغيون، وهو الذي هدد الإمبراطورية الرومانية في سلطانها، جموع كثيرة من الأمازيغيين للتعاون معها على القضاء على الفتن والتطاحنات التي كانت سائدة في ذلك التاريخ على أرض المغرب )تموزغا(.

وقام العرب في هذا الخضم بتعليم »البربر« القرآن بلغته التي نزل بها. »بلسان عربي مبين« - مما أدى الى تمكين »البربر« من التعرف على لغة الضاد والاحتكاك بها. وإذا كنا لا ننكر مقاومة »بربرية« للغزوات الاسلامية بقيادة ميسرة المطغري ثم بقيادة خالد بن حميد الزياني للنفوذ العربي - الأموي بعد المقاومة الشرسة التي أبداها »البربر« بقيادة كسيلة ضد »الفاتح« عقبة بن نافع و »داهيا« الملقبة بالكاهنة ضد الفاتح حسان بن النعمان في أول أمر الفتح الاسلامي، والصراع الدموي بين »البربر - الخوارج« وبني أمية »بسبب تحيزهم للقرشيين من العرب الفاتحين ضد سكان المغرب الاصليين«، فإننا لا ننكر أيضا أن عملية تعريب »البربر« ساهمت في نشر تعاليم الدين الاسلامي الذي أصبح رويدا رويدا الدين الأوحد للدولة المغربية الناشئة. وكان »تلقين اللغة العربية »للبربر« عبر مراحل متعددة عاملا أساسيا أكسبها قوة تنقلها عبر مختلف الجهات المغربية« وولوجها مراكز التعليم والزوايا، وأصبحت لها رسالة دينية واضحة، حيث لقنت المصلي قراءة القرآن في صلاته بلغة التنزيل كما فعلت في جميع البلدان التي دخلها الاسلام وهي »لا تنتمي الى العرق العربي«.

وبعد تبنيها هذا الدين ساهمت هذه القبائل »البربرية« في نشر الرسالة الاسلامية في القارة الافريقية وفي شبه القارة الايبرية )بقيادة القائد البربري طارق بن زياد الذي عينه »الفاتح العربي« موسى بن نصير واليا على طنجة(، وكذا في الغرب الأوروبي )بقيادة عبد الرحمان الغافقي(. كما كان لهذه القبائل دور كبير في تأسيس دول )إسلامية( كالدول الأموية بالأندلس والإدريسية بالمغرب والرسمية بالجزائر والأغلبية بتونس، وقامت على كاهلها )كمصمودة وصنهاجة وزناتة( دول المرابطين والموحدين والمرينيين بالمغرب، والحمدانيين والزناتيين بالجزائر، والصنهاجيين والحفصيين بتونس: وما »تبع ذلك من نهضة اقتصادية وثقافية وحضارية«.

ولا يجب أن ننظر لهذه »العروبة« الممتدة عبر أطراف المغرب الكبير كعرق، بل يجب أن ننظر إليها فقط كلسان وكحضارة. فإذا »غزتنا« هذه الحضارة وهذا اللسان فقد أصبحنا كليا أو جزئيا - بحكم هذا الانتشار - »معربين« »لغة وحضارة وليس عرقيا«.

وقد توصل »الأمازيغيون« بواسطة اللغة العربية - على توالي العصور - الى فهم مضمون القرآن الكريم ونصوص الحديث الشريف وقواعد التشريع الإسلامي على حقيقتها. وهذا لم يعن أن الأمازيغيين همشوا لهجاتهم، بدليل أنها مازالت قائمة الى يومنا هذا بعد مرور 15 قرنا على »الفتح« الاسلامي لبلادنا، وما زالوا يتحدثون بها في تجارتهم وصناعتهم ومعاملاتهم اليومية في الأطلس الصغير والمتوسط والكبير، وفي منطقة سوس، وفي جبال الريف. وهذا ما يجرنا الى الحديث عن »اللغة الأمازيغية« ولهجاتها ومكانتها بين ما يتداول في المغرب من لغات أخرى ومدى انتشارها.

نتداول في المغرب اللغات التالية

1( اللغة العربية الفصحى: وهي بحكم التاريخ والواقع لغة الادارة والتعليم والقضاء والشريعة الاسلامية والرسميات والديبلوماسية والتبادل الثقافي مع الدول العربية. وهي اللغة الرسمية للدولة المغربية بحكم الدكتور.

2( الدارجة المغربية: وهي لهجة شفوية كان يكتبها فقط بحروف لاتينية الفرنسيون الذين تعاطوا لدراستها في عهد الاحتلال الفرنسي. دخلتها بعض الألفاظ الأمازيغية والفرنسية والاسبانية. »تتعايش هذه اللهجة مع جميع »اللهجات« الأمازيغية، وتتفاعل معها في المعاملات اليومية التجارية منها والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية«، وتتبادل معها المفردات والعبارات حتى قيل بأن الدارجة المغربية كادت أن تكون »بنت الأمازيغية« )كما تغدى في المقبل المعجم الأمازيغي بمفردات عربية( . وهي صلة الوصل بين جميع المغاربة بمختلف أصولهم وأصنافهم ودرجاتهم الاجتماعية. كتب عنها الاستاذ محمد شفيق كتابا بعنوان »الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية«.

3( الأمازيغية بلهجاتها الثلاث: »الريفية« بشمال المغرب وجبال الريف، و »السوسية« بسوس والاطلس المتوسط، و »تاشلحيت« بالأطلس الكبير والاطلس الصغير، و »الحسانية« التي تنطق بها المجموعات الاثنية الصحراوية وهي ممزوجة بمفردات من اللهجتين »السوسية« و »تشلحيت« وهي قريبة شيئا ما من اللغة العربية الفصحى.

ومن أجل التوضيح والتدقيق والتفصيل نضيف ما كتبه محمد الأوراغي عن »التعدد اللغوي وانعكاساته على النسيج الاجتماعي« نقلا عن »دراسة في الجغرافية البشرية« لعبد الرحمان حميدة و »خريطة قبائل سوس« لابراهيم بن علي الحساني« »الريفية« منتشرة في جبال الريف في الحافة الشمالية ـ الشرقية للأطلس المتوسط وواحات فكيك، »الشلحة« تمتد في معظم الأطلس الكبير والصغير، والسهل المحصور بين وادي درعة والمحيط الأطلسي. الى جانب اللغة العربية ومامعها من لهجات، دخلت ـ مع الاحتكاك بالغرب ولاسيما ابتداء من عهد الحماية في القرن الماضي ـ لغاة أجنبية، مازالت مستمرة لحد الآن علي هذا النحو:

1( اللغة الفرنسية: وهي منتشرة بين المثقفين ورجال الإقتصاد والأعمال في جنوب المغرب ووسطه وغربه وشرقه، وهي لغة التبادل الاقتصادي والتقني والثقافي بين المغربي والدول الناطقة بها. 2( اللغة الإسبانية: وهي السائدة في شمال المغرب و »ريفه« وهي أيضا لغة التبادل بين رجال الاقتصاد والثقافة في شمال المغرب ومع الدول الناطقة بها.

3( اللغة الإنجليزية: وهي لغة عالمية كما هو معلوم ومن خلالها، يؤمن الاتصال بين المغاربة والمجموعات والمؤسسات الدولية في جميع أصناف العلوم والصناعات والتقنيات والمواصلات والفنون. في خضم هذه التعددية اللغوية التي تفاعلت مع عدد من التطورات والأحداث التي عاشها المجتمع المغربي متأثرا بتيارات حضارية عالمية في ميدان الفكر حقوق الإنسان قامت فعاليات أمازيغية بالمغرب تنادي بإحياء »الأمازيغية« أو »تامزيغت« أو »لغة الزاي« كما سماها الأستاذ محمد شفيق، وإحلالها المقام اللائق بها وإدماجها في مناهج التعلمي وأسلكه وفي المنظومة التربوية الحديثة، وجعلها صنوا للغة العربية كلغة أصيلة لسكان المغرب الأصليين: »إيمازيغن« أي الأمازيغيون. وهم الذين أطلق الرومان عليهم عند احتلالهم لبلدانهم في فجر التاريخ »بارباري«، ثم جعلها العرب »بربر« ثم »البرابرة« بعد احتكاكهم بهم. وفي مقابل هذا الاسم أطلق »البرابرة« على العرب لقب: »أكزام« )أي المعاول( وألقابا أخرى، كما ذكر ذلك الأستاذ محمد شفيق في كتابه المفيد: »لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين«.

وما أن طرحت هذه الفكرة حتى بدأ التساؤل بين ذوي الاختصاص: هل هناك لغة أمازيغية موحدة تضم جميع اللهجات الأمازيغية، الشفوية في مجملها، المتباينة في أصولها وقواعدها، والتي لاتواصل بينا بينها، والمنتشرة في مناطق متباعدة من المغرب من سهوله الى هضابه الى جباله، والتي من اليسير احتضانها بصدر رحب، وتبنيها عن اقتناع وإرادة قوية من طرف جميع الناطقين والمتعاملين بها؟ يقول السيد عبد العزيز المرابط وهو ينتمي إلى جبال الريف: »نظرا لأنني ريفي أجهل بشكل مطلق »اللغتين« الأخريين«. ويقول أحد المختصين في اللهجات الأمازيغية: هناك فروقات حتى اللهجة الواحدة بين قبيلة بالناضور مثلا وأخرى بالحسيمة رغم أنهما يدخلان في مجال »تاريفيت«، وبين »تاشلحيت« بمنطقة حاحة و »تاشلحيت« بمنظقة تيزنيت أو تافراوت. وهناك مزيج أيضا بين »تاريفيت« و»نامزيغت« في لهجة قبائل آيت سرغرشن مثلا. وهناك مناطق تتخللها بؤر عربية في قبائل ريفية وسوسية أو بؤر أمازيغية في وسط قبائل »عربية« وهكذا..

ويقول السيد ميلود توري المتخصص في اللسانيات التاريخية المغربية في كتابه: »الحركة اللغوية بالمغرب الأقصى«: »الأمازيغية لسان مستعمل قبل الأمازيغ في مجالات محدودة لكن حيويتها ليست في مستوى حيوية الدارجة المغربية أو العربية الفصحى«. ويقول Henri Basset في كتابه عن »الأدب الأمازيغي«: »الإختلاط بين المناطق الأمازيغية ولهجاتها حال دون تنميط المؤسسة الأمازيغية وتوحيدها«، بينما يقول الأستاذ محمد شفيق بخلاف ذلك: ان اللغة »البربرية« قائمة بذاتها ، وإنما لها لهجةات متفرعة عنها. وقال الباحث الفرنسي André Basset المتخصص في الأمازيغية: »ينتقل )الباحث( من لهجة إلى لهجة دون أن يحس بأنه يتنقل«. وإذا تغلب اللغويون واللسانيون الأمازيغيون على هذه العقبات وأوجدوا لغة أمازيغية موحدة تجمع شتات شمل جميع اللهجات، وأنجزوا لها جميع الوسائل البداغوجية والتربوية فسيسهل تلقينها ولاريب للناشئة وإدماجها في الأوساط التعليمية والثقافية.

وهذا لعمري لن يمس بمكانة اللغة العربية التي تبوأتها في المجتمع المغربي مدة خمسة عشر قرنا إذ لكل واحدة منهما مكانتها ووزنها في الوسط المغربي. يقول محمد شفيق الأكاديمي الأمازيغي في هذا المضمار: »ينبغي أن نجتهد لإيجاد وسيلة لإحياء اللغة الأمازيغية والحفاظ عليها دون أدنى مضايقة للغة العربية. فلكل لغة مكانتها الخاصة والمتميزة عند المغاربة«.

ولما بدأت »الحركة الأمازيغية« ببلادنا تدعو لإدماج الأمازيغية في أسلاك التعليم ببلادنا دب خلاف بين أقطابها حول الحروف التي ستكب بها هذه »اللغة « الأمازيغية ، هل بالحرف اللاتيني أم بالحرف العربي، أم بحرف »تيفناغ«. فعدد من الجمعيات والفعاليات ناصرت الحرف اللاتيني »لتسهيل إدماج الأمازيغية في الأوساط المعلوماتية والإعلامية«، وانفتاحها على التقنية المتطورة. فلم تظهر كتابة الأمازيغية مجددا في المغرب بالحرف اللاتيني إلا مع دخول الفرنسيين للمغرب، الذين فرضوه في دراسة الأمازيغية بمعهد بالدراسات العليا المغربية الذي أنشؤوه في عهد الإحتلال وأغلقت أبوابه في السنوات الأولى من الإستقلال.

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité